خلوة سيدة الجبل الحادية عشرة

وثائق سيدة الجبل
31 ايار 2015

خلوة سيدة الجبل الحادية عشرة

           31   أيار 2015

دار سيدة الجبل - فتقا

البيان الختامي - التوصيات

 

حضر اللقاء مجموعة من أهل الفكر والسياسة والإعلام والباحثين تقدّمهم ممثل غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، سيادة المطران يوسف بشارة وممثلو الأحزاب والتيارات السياسية والمدنية وفعاليات فكرية وساسية متنوعة الإنتماءات. وبعد قراءة الأوراق الواردة والمداخلات صدر عن الخلوة توصيات ركّزت على أن إنقاذ لبنان لا يكون إلا بالشراكة الكاملة بين المسيحيين والمسلمين، فلا حلّ مسيحي لأزمة المسيحيين ولا حلّ إسلامي لأزمة المسلمين. وأصدروا البيان الآتي:

 

أولاً- إن حماية لبنان، تتطلّب من المسيحيين العمل على منع الحرب بين المسلمين سنّة وشيعة، حمايةً للمسلمين والمسيحيين معاً، وحمايةً للكيان اللبناني. وإن انتخاب رئيس جمهورية لبنان هو مسؤولية وطنية مشتركة، ولا يمكن أن تكون من مربع طائفي مسيحي.

ثانياً- ضرورة إعادة الإعتبار إلى النموذج اللبناني في العيش المشترك من حيث شراكة المسلمين والمسيحيين في إدارة دولة واحدة وفرادتها في العالم الإسلامي خصوصاً من حيث شراكة السنة والشيعة في إدارة الدولة ذاتها.

ثالثاً- الدعوة إلى وقف  التلاعب بأساسيات عيشنا المشترك عبر إعادة الإعتبار إلى اتفاق الطائف لكونه نموذجاً يمكن الإقتداء به لحل مشكلة التنوع الديني والعرقي الذي يميز الشرق العربي.

رابعاً- حماية الوطن تكون في تنقية الذاكرة، كما ورد في الإرشاد الرسولي، وطي صفحة الماضي عبر المصالحة الوطنية الشاملة على قاعدة الإقرار بالمسؤولية المشتركة عن خطايا الحرب.

خامساً- الإقرار بأن مصير كل منا مرتبطٌ بمصير الآخر، وأن خلاص لبنان يكون لكل لبنان أو لا يكون، ويقوم بكل لبنان أو لا يقوم. ذلك أنه ليس هناك حل لمجموعة دون أخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى.

سادساً- إن حماية لبنان في هذا الظرف الصعب تحتاج إلى خطوات ومبادرات على أكثر من صعيد منها:

1- دعم الجهود التي تبذلها الكنيسة لدفع النواب الى تحمل مسؤولياتهم، لانهاء الفراغ في سدة الرئاسة الذي بات يعرض مؤسسات الدولة الى خطر الانهيار.

2- دعوة الكنيسة الى التواصل مع القيادات الروحية المسيحية-الاسلامية في لبنان والعالم العربي والعمل معها على:

- حماية الدين من خطر توظيفه في مشاريع سياسية تبريراً للعنف والتطرف ورفضاً للعيش مع الآخر المختلف،

- دعوة الجامعة العربية الى اصدار موقف يؤكد ضرورة المحافظة على التنوع الديني والمذهبي والعرقي الذي يميز عالمنا العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطاً لمواجهة التطرف والارهاب.

3- العمل مع الانتشار اللبناني لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ذلك أن انهيار لبنان وتجربته في العيش المشترك سيساهم في تفاقم العنف ليس فقط في المنطقة العربية بل أيضاً في الغرب الذي يبحث اليوم في ظروف صعبة عن الوسائل الملائمة للتعامل مع التنوع والتعدد اللذين باتا يشكلان سمة المرحلة التاريخية التي نجتازها.

4- التواصل مع المسيحيين العرب والعمل معهم على "اشتقاق طريقة حديثة للعيش معاً بسلام في هذا الشرق الأوسط"، بحسب دعوة البابا بنديكتوس السادس عشر أثناء زيارته لبنان في أيلول 2012. ونقترح في هذا المجال تشكيل هيئة تتولى التنسيق مع المسيحيين العرب من أجل تأمين التواصل مع قوى الاعتدال والديمقراطية في العالم العربي.

5-  الشروع في مراجعة مسيحية لاستكشاف أسباب تراجع المبادرة المسيحية بعد دورها المميز في التأسيس لانتفاضة الاستقلال، وذلك عبر تنظيم ورشات حوار وعمل.

ليس قدر لبنان أن يكون منذوراً لحروب مستدامة، وإنما هو وطن يستحق الحياة الحرة الكريمة كسائر الأوطان، فضلاً عن أن يكون نموذجاً حضارياً لكل أوطان التعدد والتنوع.