لقاء قرنة شهوان: استشهاد الزعيم العربي الكبير أسهم بقوة في إعلان نهاية فعلية للحرب

وثائق لبنانية
25 شباط 2005

25-2-20005

اكد "لقاء قرنة شهوان" ان "استشهاد الزعيم اللبناني والعربي الكبير الرئيس رفيق الحريري شكل فداء لكل لبنان، الوطن النهائي لجميع ابنائه والصيغة الفريدة للعيش المشترك معا، وفتح نافذة واسعة على الخلاص، اذ اتاح اتحاد اللبنانيين على نحو غير مسبوق، كما اسهم بقوة في اعلان نهاية الحرب نهاية فعلية".

واصفا هذا الحدث بانه "مفجع في حجم الوطن". وشدد على ان "الاولوية المطلقة هي لمعرفة الحقيقة وكشف الجناة ومحاسبتهم ووقف مسلسل الدم والترويع"، مطالبا بـ"تشكيل لجنة دولية للتحقيق، واقالة قادة الاجهزة الامنية ورحيل السلطة".
وشدد على ان "الاستقلال يمثل شرطا ضروريا لتفعيل اتفاق الطائف ووضعه موضع التطبيق الفعلي بما في ذلك الانسحاب السوري الكامل من لبنان"، داعيا جميع مكونات الصيغة اللبنانية الى "توسيع دائرة التلاقي والوقوف على ارض السيادة والاستقلال، صونا للعيش المشترك وتفعيلا لوثيقة الوفاق الوطني"، مؤكدا ان المعارضة ليست في حال من الاحوال تركيبة فئوية، او مشروعا لثنائيات او ثلاثيات طائفية في وجه اي فئة لبنانية، ذلك ان لبنان لا يبني الا بمشاركة جميع ابنائه من دون استثناء".
ودعا الى مواكبة حركة النواب في المجلس الاثنين المقبل من خلال المشاركة في الاضراب العام، محذرا من "موجة الشائعات والمناشير التي تروّجها الاجهزة".
وقال اللقاء في بيان اثر اجتماعه الدوري أمس في مقر مطرانية انطلياس المارونية:

أولاً- شكل استشهاد الزعيم اللبناني والعربي الكبير، الرئيس رفيق الحريري، فداء لكل لبنان، لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، ولبنان الصيغة الفريدة للعيش معاً.
لقد فتحت هذه المناسبة الأليمة نافذة واسعة على الخلاص، اذ أتاحت اتحاد اللبنانيين على نحو غير مسبوق، كما أسهمت بقوة في اعلان نهاية الحرب نهاية فعلية.
ان المشهد المتواصل لتوافد اللبنانيين الى ضريح الرئيس الشهيد، والصلوات المشتركة وإضاءة الشموع، هذا المشهد هو الرسالة البليغة التي يرسلها اللبنانيون الى العالم، والتي ينبغي ان يفهمها جميع الذين كانوا يراهنون على استمرار الانقسام اللبناني.

ثانياً ـ لقد كان استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والاصابة البالغة للنائب باسل فليحان حدثاً مفجعاً في حجم الوطن. ولا يجوز أن يعود الأداء السياسي الى وتيرته السابقة بمجرد الانتهاء من مراسم التشييع والدفن.
فإن الأولوية المطلقة هي لمعرفة الحقيقة، وكشف الجناة ومحاسبتهم، ووقف مسلسل الدم والترويع الأخير الذي بدأت مع محاولة اغتيال النائب مروان حمادة.
هذا الأمر يتطلب تحقيقاً على درجة عالية من الحياد والموثوقية، وهو ما لا تستطيع ان توفره السلطة اللبنانية القائمة التي اصبحت فاقدة الشرعية الشعبية والدولية، وعليه فإن لقاء قرنة شهوان يطالب بالأمور الآتية:
1 ـ تشكيل لجنة دولية للتحقيق، باشراف الأمم المتحدة، تباشر اعمالها بأسرع ما يمكن وباستقلالية مطلقة عن أي نوع من المداخلات، كما يجب ان تتوفر لهذه اللجنة كل الامكانيات الضرورية للوصول بالتحقيق الى نهايته القانونية.
2 ـ إقالة قادة الأجهزة الأمنية، المسؤولة بحكم موقعها عما حدث، واستبدالها بقيادات أمنية يمكن الوثوق بها.
3 ـ رحيل السلطة، لأنها ساهمت في التحريض والتهديد والتخوين، فمهّدت لحال من التوتر الداخلي، وهيأت الأجواء لعملية الاغتيال، وكذلك ساهمت بعد الجريمة في تضليل التحقيق فأصبحت تالياً شريكة في المسؤولية عن الجريمة واستبدالها بحكومة انتقالية.

ثالثاً ـ إن اللبنانيين اليوم، من مختلف الطوائف والمناطق، ومن مختلف مواقع المجتمع المدني، هم في لحظة تلاق غير مسبوق حول الاستقلال الذي يمثل شرطاً ضرورياً لتفعيل اتفاق الطائف ووضعه موضع التطبيق الفعلي بما في ذلك الانسحاب السوري الكامل من لبنان، فمصادرة الاستقلال والقرار السيادي يشكلان مشكلة اتفاق الطائف قبل أي شيء اخر، والمعارضة الاستقلالية التي بلغت اليوم قوامها الوطني هي في جوهرها حركة ميثاقية تتجاوز لعبة الحكم وتنتمي إلى المفاهيم التأسيسية للوطن، لذلك فإن هذه المعارضة ليست في حال من الأحوال تركيبة فئوية، أو مشروعاً لثنائيات أو ثلاثيات طائفية في وجه أي فئة لبنانية، ذلك ان لبنان لا يبنى إلا بمشاركة جميع أبنائه دون استثناء.
فالدرس الأساسي الذي خرج به اللبنانيون من الحرب، وشكّل روح وثيقة الوفاق الوطني، هو انه لم يعد هناك مبرر أو مكان للمحاور الداخلية في الصيغة اللبنانية، كما ان الاستعانة بالخارج، أي خارج، للاستقواء على الداخل هي تنكر للميثاق والدستور.
من هنا فإن جميع مكونات الصيغة اللبنانية مدعوة اليوم إلى توسيع دائرة التلاقي والوقوف على أرض السيادة والاستقلال، صوناً للعيش المشترك وتفعيلاً لوثيقة الوفاق الوطني.
وليس في حساب أي فئة في لبنان أن تلغي فئة أخرى أو أن تنوب عنها.

رابعاً ـ يعبّر اللقاء عن ملء ثقته بالشعب اللبناني الموحد حول المسلمات الواردة في مقدمة الدستور وبالقوى الأمنية المنبثقة من هذا الشعب وهو يرفض تالياً كل كلام عن وجود فراغ أمني في حال انسحاب الجيش السوري كما جاء على لسان رئيس الحكومة ونائب وزير الخارجية السوري.
خامساً ـ أخيراً فإن لقاء قرنة شهوان يحيّي الشعب اللبناني على شجاعته ونضجه، وعلى مبادراته المستمرة التي تبرهن على انه قادر بتضامنه وبحركته السلمية الديموقراطية ان يبلغ أهدافه الوطنية المشتركة، كما يحيّي اللقاء جميع اللبنانيين في بلاد الاغتراب، الذين يبادرون كل يوم بإرسال إشارة وفاء للوطن.
كذلك يحيّي اللقاء جميع القوى والشخصيات المشاركة في اطار المعارضة اللبنانية والتي لم تكن موحّدة كما هي اليوم، ويشدّد اللقاء على ان التلاقي الوطني ليس مقفلاً على أية مجموعة لبنانية.
ويدعم اللقاء النواب الذين وفوا بشروط تفويضهم الشعبي، فإنحازوا إلى الإرادة الشعبية، ووقفوا بشجاعة ضد إملاءات الأجهزة، ويدعو لمواكبة حركة النواب في المجلس نهار الاثنين المقبل من خلال المشاركة في الاضراب العام الذي دعت إليه الهيئات الاقتصادية والتجمع في ساحة الشهداء ابتداء من الساعة العاشرة صباحاً.
ويحيّي اللقاء المواقف العربية الشقيقة والدولية الصديقة التي تسعى الآن إلى مساعدة اللبنانيين على خروج نهائي من محنتهم المتمادية.
أخيراً يحذر اللقاء اللبنانيين من موجة الشائعات والمناشير التي تروجها الأجهزة ويعاهدهم على الاستمرار في العمل من أجل لبنان حرّ، سيّد، مستقل، وطن نهائي لجميع أبنائه، يتسع للجميع كراماً أعزاء".