منذ جيل، تتكتم مديرية الآثار في السعودية بشأن موقع أثري وتمنع الدخول إليه. وعند الاقتراب منه، يهدّد الحارس باعتقالكم! بحسب دراسات مستقلة، يوجد دير من القرن السابع تحت الكثبان الرملية وأشجار النخيل قرب حقول النفط الشرقية، ما يشير إلى أن الإسلام كان يسمح ببناء كنائس في شبه الجزيرة العربية.
تحدى محمد بن سلمان، ولي العهد رجال الدين من خلال السماح بدور السينما وحفلات البوب في الهواء الطلق وقيادة النساء في مملكته المتشددة. لكن الموافقة على كنائس للمسيحيين في السعودية البالغ عددهم مليون و400 ألف نسمة توشك على خرق أحد المحرمات.
وفي مقال نشر على economistـ يقول أمير بارز مستشهداً بقول للرسول محمد أنه لا مكان لديانتين في شبه الجزيرة العربية، مصراً على أن جماعة المسلمين الأولى أزالت جميع الكنائس قبل أربعة عشر قرناً. بالمقابل، تشير أعمال التنقيب في الجبيل ومواقع أخرى على طول الساحل الشرقي إلى عكس ذلك. وبحسب المؤرخين، كان يوجد مجلس في أبرشية تسمى بيت قطرايا قرب الجبيل سنة 676 بعد الميلاد أي بعد أكثر من أربعين عاماً من وفاة الرسول. الأكثر من ذلك، هناك كنائس في البلدان الستة الأخرى في شبه الجزيرة. على سبيل المثال، سمحت قطر التي تتبع المذهب الوهابي عينه كالسعودية ببناء كنيسة فيها قبل عقدٍ. وهذا ما فعلته البحرين أيضاً سنة 1906، بالإضافة إلى أنها بدأت هذه السنة بتشييد كاتدرائية جديدة لسيدة شبه الجزيرة العربية. لكن السعودية مستثناة لأنها تضم أقدس مواقع الإسلام وتعتبر الناشرة الرئيسية للإيمان.
في أكتوبر، قال الأمير محمد أنه يريد أن تكون السعودية “منفتحة على جميع الديانات والتقاليد والشعوب حول العالم”. ولكن، في البحرين، يقول كاميلو بالين، النائب الرسولي في شمال شبه الجزيرة العربية، أنه لم يسجل أي تغيير بالنسبة إلى المسيحيين في السعودية. فالصلاة في الأماكن الخاصة مسموحة، وإنما وضع الرموز المسيحية في الأماكن العامة غير مسموح. والمناولة في بلد يحظر الخمر صعبة، بالإضافة إلى أن الكهنة يتسللون إلى البلد كطهاة أو ميكانيكيين لتلبية احتياجات قطيعهم. يشبّه موقع الأسقف لقاءات الصلاة السرية بمِحن المسيحيين الأوائل في الامبراطورية الرومانية.
في ظل هذا الوضع، يدعو بعض رجال الدين السعوديين إلى إعادة التفكير، مشددين على أن حظر الرسول لديانتين تُرجم بشكل خاطئ (معتبرين أنه كان يعني منع السلطة الدينية وليس الدين) وأنه لم يقصد أبداً حظر العبادة غير المسلمة في شبه الجزيرة العربية. في هذا الصدد، قال مسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية أنه من المفترض أن يشكّل دستور المدينة أي المعاهدة التي تنص على التعايش مع اليهود، مثالاً يُحتذى به.
نذكر هنا أن الملك السعودي السابق عبد الله فتح مركزاً للأديان، وإنما أنشأه في فيينا البعيدة. وفي بادرة أكثر شجاعة، استضاف الأمير محمد رجال دين مسيحيين في بيته. وقد نقلت وسائل الإعلام السعودية صوراً للبطريرك الماروني والكاردينال جان لوي توران بلباسهما الديني الكامل خلال لقائهما مع الملك. كما صدر مرسوم يجرّد الشرطة الدينية من صلاحية اعتقال المسيحيين الذين يقيمون لقاءات صلاة كبيرة في بيوتهم. علاوة على ذلك، مُنع الدعاة المتعصبون من التحدث عبر الإذاعات وتم محو أوامر محاربة الكفار من كتب المدرسة الابتدائية. وبحسب مستشار ملكي، يفصلنا وقت قصير عن افتتاح سفارة بابوية وبناء كنيسة في السعودية. هذا المشروع قد تستقبله نيوم، المدينة المخطط لها في المنطقة الشمالية الغربية.
غرة معيط/السعودية/أليتيا(aleteia.org/ar)| أغسطس 03, 2018
