بيان
بيروت في 2 ايار 2017
صدر عن لقاء سيدة الجبل بعد اجتماعه الأسبوعي البيان التالي:
أولاً- ينظر اللقاء بعين الأمل الى زيارة قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الى مصر حيث التقى القيادات السياسية والدينية.
تؤكد الزيارة على حرص الكنيسة على الحوار وإبراز المساحات المشتركة مع الإسلام، في ظل التشويه الذي يطاله نتيجة العنف الذي يجتاح العالم باسمه زوراً، وحرص المرجعيات الإسلامية على فصل صورة الاٍرهاب عن الدين.
يدعو اللقاء المرجعيات الروحية اللبنانية إلى ملاقاة جهود البابا وشيخ الأزهر بعقد مؤتمر في لبنان يؤكد على رسالتنا الحية للتعايش الحضاري بسلام.
ثانياً- بقدر ما شكّل اللقاء بين المرجعيات الروحية العالمية ارتياحاً، بقدر ما ينظر "لقاء سيدة الجبل" بعين القلق إلى ما يجري في لبنان من انزلاقٍ واضح في اتجاه الكلام الفئوي والطائفي الذي يشكّل استمراره خطراً أكيداً على صيغة العيش المشترك.
يتحدث المسيحيون عن"ضمانة" المقاعد، والشيعة عن "ضمانة" السلاح، والسنة عن "ضمانة" العدد والمدد، والدروز عن "خصوصية"، بينما الضمانة الوطنية الوحيدة موجودة في تطبيق الدستور واتفاق الطائف.
ان تجزئة الضمانات ينسف الوحدة الداخلية التي هي المرادف الوحيد للحرية والاستقلال كما علمتنا تجربة "14 آذار"، ولأن هذه التجزئة تستدعي أن يكون لكل طائفة سند اقليمي أو دولي لحسم صراعه في الداخل في وجه الآخرين وتدفع حتماً باتجاه التفتت الوطني واندلاع الأزمات السياسية والاقتصادية.
ثالثاً- سيقوم لقاء سيدة الجبل يمبادرة سياسية حفاظاً على الدستور مرتكزة على العيش المشترك والعبور الى دولة مدنية وفق نظام المجلسين، واحد محرر من القيد الطائفي يؤمن حقوق المواطن الفرد وآخر طائفي يؤمن ضمانات الطوائف.
إن إنشاء إطار سياسي وطني لضمان الدستور بات حاجة ملحة قبل فوات الاوان. ويدعو اللقاء كل أصحاب المصلحة الوطنية وخاصة المواطنين إلى التعبير العلني في وجه الاصطفاف الطائفي والمذهبي الذي سيقود لبنان حتماً نحو المجهول.
